احذر من إبقاء هاتفك الخلوي مطولا على أذنك أو حتى في جيبك، لأن أضراره قد تكون جسيمة على صحتك. هذا ما يحذر منه مصنعو الهواتف، عندما يزجون ورقة في علبة الهاتف، ترمى جانباً عندما تفتح العلبة للمرة الأولى.
وتطلب شركة « أبل » عدم تقريب الـ« آي فون » أكثر من 1.5سم من الجسم، بينما تطلب « ريسرتش موشن » إبعاد الـ« بلاك بيري » مسافة 2.5سم عن الجسم، لكن ولسوء الحظ فإن كثيرين لا يتنبهون لهذا التحذير.
وإذا أدى الاستخدام العادي للهواتف إلى مشاكل صحية، سيكون تأثيره ليس فقط على المستخدمين، بل على صناعة برمتها، لأن الاتصالات الهاتفية تؤمن 109مليار دولار سنوياً، بحسب التقديرات.
نشرت عالمة الأوبئة في جامعة « بيتسبورغ » ديفرا دايفس كتاباً عن إشعاعات الخلوي بعنوان « اقطع الاتصال »، نفت فيه أن يكون جزم المتخصصين بأن الإشعاعات المنخفضة الطاقة لا تضر بالصحة « صحيحاً »، فالدراسات لم تحسم أمرها بعد. ما يثير اهتمام دايفس هو « سرطان الدماغ »، مع أنه لم يسجل أي ارتفاع لنسبة الإصابة به منذ انتشار الخلوي، لكن تلك النسبة ترتفع بين عمر 20 و29 عاماً. وقالت إن : « لمعظم السرطانات أسباب عديدة ». في حال الخلوي، قد تضرب الإشعاعات المنخفضة الطاقة الخلايا ما قد يسبب السرطان.
وأضافت أن الإشعاعات هي أكثر ضرراً على الأطفال، لأنها توصلت مع علماء آخرين، إلى أن الإشعاعات تخترق مسافة إنشين من الدماغ فقط لدى الكبار، وتتعدى المسافة الإنشين لدى الأطفال لأن أدمغتهم تحتوي على سائل أكثر امتصاصاً.
أما الباحث في قسم الهندسة البيولوجية في جامعة واشنطن هنري لاي، فبدأ بدراسته المخبرية في 1980 حيث اكتشف أن تعريض الجرذان لإشعاعات الموجات اللاسلكية يدمر الحمض النووي في دماغهم.
وأعلنت لجنة الاتصالات الفدرالية أن معدل الامتصاص المحدد الذي يصدره الخلوي يجب ألا يتخطى 1.6واط في الكيلوغرام. وفي دراساته، اكتشف لاي أن الجرذان التي تعرضت للموجات اللاسلكية بمعدل 0,0006 إلى 0,06واط بالكلغ تعرضت لفقدان في الذاكرة، وقال : « لم أكن أتوقع أن ألحظ تأثير للموجات على مستويات منخفضة ».
وخلصت دراسة : « الهواتف الخلوية وسرطان الدماغ »، وهي الأضخم من نوعها وتضم باحثين في 13 دولة، وشملت مرضى السرطان ( أعمارهم بين 30 و59 عاماً )، إلى أن استعمال الخلوي قد يزيد خطر الإصابة بسرطان الدماغ، حيث إن الأشخاص الذين استعملوا الخلوي لعشر سنوات أو أكثر، واجهوا خطراً مضاعفاً في الإصابة بالسرطان الناشئ من خلايا الغراء العصبي ( الغليوما ) وهو نوع من سرطان الدماغ.
ونصحت دايفس بإبقاء الخلوي بعيداً عنا، والتكلم عبر السماعات أو مكبر الصوت، وأن يرسل الأطفال الرسائل القصيرة، وأن تبعد الحوامل الخلوي عن بطونهن.