إن شخصية الانسان ليست خبيئة خفية ,
إن كنا لا نبوح بها ايضاً لا يمكن أن تختفي , فالنفس تبوح بذاتها ,
والشخصية تظهر وتخرج شخصيتها من حيث لا نحتسب , في كل شئ في سلوكنا في كلامنا في طرائق ومذاهب أكلنا ونومنا وضروب حياتنا واسلوبنا وفي قصائدنا لو كنا شعراء وفي زوايانا لو كنا كتاب صحف , وحتى في اسماءنا المستعارة وهي ماسأتناوله في موضعي هنا.
بادئ ذي بدء , هناك سؤال وجيه ,
وهو ماالذي دعانا لنخفي هويتنا بالأسماء المستعارة ؟
طبعاً هناك الكثير من الأسباب لكن أهمها وأبرزها ,
الحذر والفوبيا السياسية فالكل لديه لسان طليق ولكن في الحقيقة
لا يطيق الزنازين فيتخذ من الاسم المستعار وقاية له ,
والسبب الآخر الحرية فبالاسم المستعار تفعل ماتشاء وتكتب ماتشاء دون أن تخشى لائمة أحد ولا أن يؤخذ عنك انطباع سؤ من قريب أو بعيد , حتى أفعالك الصبيانية وأقوالك العفوية المخجلة أحيان , فأنت تخجل أن تكون كذلك أمام من تعرف لذا فحتى لا يعرفك أحد كل ماعليك تسمى بما شئت وأفعل مااشتهيت .
الخيال
في خيالنا عندما نستريح ونلجأ إلى الخيال غالباً لا نبحث عن شئ نجده في الواقع , فالخيال دائماً ضد الواقع فلا يعقل أن صاحب الثروة يتخيّل الثراء وهو يعيشه , كذلك الفقير لايتخيّل الفقر قطعاً , الخيال
متسع وفسحة وقتية لينفس الانسان فيها عن نفسه , فيحقق ماعجز عن الوصول إليه في واقعه , وليست كل آمال الانسان غنى وثراء
وغيرها من أسباب السعادة المادية المعروفة , بل للانسان حاجات تلح على نفسه لا يقدر أن يحققها في واقعه , فالجبان يتمنى أن يكون شجاع واقعه جبن وخور إذن تجد كل خياله بطولات ومغامرات , والضعيف يبحث في خياله عن القوة , والغبي يبحث عن العبقرية والخامل يبحث عن الابداع و . و . و ... إلخ .
الانترنت والخيال مقارنة ومقاربة
الحقيقة عند مقارنتنا الانترنت بالخيال نجد تقارب كبير ,
فالانترنت يحقق مانعجز عنه في واقعنا , لا يحقق التحقيق الذي نريد ولكن يحقق كما يحقق الخيال بل وهو أكثر واقعية من الخيال , إذن أصبح الانترنت متنفساً كالخيال للبعض ولا ننكر ونستغرب إدمان البعض له إذا أصبح في الانترنت الشخص الذي يحب أن يكون في الواقع , فلما خذلته دنياه وواقعه , أعطاه الانترنت بعض "مسكنات الألم " فأصبح يدمنها كي يسعد النفس الشقية.
صنوف المتسمين
يكتب الانسان باسم مستعار لسبب من الاسباب
قد يكون أحد الاثنين الذين ذكرتهما في البداية وقد يكون غيرها , عندما
يختار الاسم المستعار , تسائل نفسك لماذا الاسم هذا بالذات , الحقيقة أن الناس يتفاوتون وهم أصناف .
الأول :- يختار وقد أولى نفسه كامل الاهتمام
فتجد له سبب معين ارتاحت له نفسه وهذا الصنف تستطيع أن تتعرف على شخصيته , وتفسّر وتأوِّل في معرفه تفاسير وتأويلات تصيب وتخطئ .
الثاني :- يختار كيفا اتفق , وهذا لا نستطيع
أن نتأول في معرّفه و لكن على الأقل نستطيع أن نتعرف على شخصيته فهو في الغالب غير مبال وأحياناً يكون إمعة ومع الخيل ياشقراء , مع الناس وأين ما ساروا يسير تجده يعجب باسم فيتسمى به في منتدى ثان أو في البلوتوث أو في نفس المنتدى مع عكس اللغة أو ببعض الزوائد
من داشات وآتات.
الثالث:-غير مهتم هذا الذي يدخل لغرض معين يقضيه ويخرج , لذا لا يهتم باسمه كثير ولا نهتم فيه نحن .
التحليل النفسي
الأسماء الدالة على القوة :-
شخصية صاحب هذا الاسم تنبئ عن بيئته كثيراً فهو شبه مداوم على الأفلام القتالية والحربية والرعب , ايضاً للشارع دور لو كان يرتاده خصوصا شوارع وحواري الأباضاي والعربجي والذين لهم مكانة وحصانة في نفس الوقت وينالون بعض التعظيم والاحترام .
وبعض أصحاب هذه الأسماء إن لم يكن أكثرهم يعانون من نقص في
القوة والشجاعة , ففروا إلى الانترنت الذي سمح لهم بمزاولة مغامراتهم دون مضايقة أحد.
الأسماء الدالة على الجمال والحسن :-
طبعاً السواد الأعظم من أصحاب هذه الاسماء لهم أغراض معروفة أهمها لفت نظر الجنس الآخر , ولعل الكثير منهم بفتقد إلى الجمال المزعوم في اسمه .
وهناك من يعاني من نرجسية فتجده بالفعل وسيم وتحتم عليه نرجسيته أن يتسمى بهذه الاسماء .
الأسماء الدالة على الضعف :-
وحيد , يتيم , مالي حبيب....إلخ شخصيات ماكرة تستعطف الآخرين حولها , قد تكون لهم أغراض وقد لا تكون , ولكن لفت النظر يكفيها , وأما من كان منهم كما يدعي فقد يكون تمكن منه الاحباط واليأس لذا يبحث عن كل مفقود في أي كان كما يبحث في خياله يبحث في الانترنت .
الأسماء الدالة على الطيبة :-
هذه الأسماء يغلب أصحابها الطيبة حقاً إذ ليس من المعقول أن يخفون خبثهم باسم , ولايعقل أن يدخل منتدى وله غرض خداع أحد أو أذيته , هذا على الأغلب لكن لايستبعد أن يكون من بينهم نسبة بسيطة بالفعل تفتقد للطيبة وإن كنت لا أتوقع ذلك , هذه الشخصيات غالبا ماتكون محبوبة بين الأعضاء << يا عيني
وليس السبب اسماءهم ولكن أفعالهم .
أما النساء فيختلفن كثيراً عن الرجال :-
فحينما يتسمون بأسماء تدل على القوة :-
فهن على الأغلب كذلك وهن من المسترجلات , إذ كثير من المسترجلات تعتد بقوتها بين صويحباتها وفي الانترنت هي أحرى بذلك إذ لا يعرفها أحد .
أما مادل على الرقة والرومنسية والأنوثة :-
بعضهن تعيش في مجتمع يخالف رغبتها مجتمع قسوة ومجتمع لا يجد
الضعيف بينهم رحمة وكونها ضعيفة , تبحث عمن يقدر ضعفها ورقتها
وهي تعتقد في ذاتها أن المحبة والسلام والرومنسية خير من مجتمع القوة والنزاع , لذلك تتباهى باسمها الذي يعبر عن اعتقادها , والحقيقة أن نسبة منهن تحمل كيد النساء ودهائهن فيبدون على ضعف وهن عن عشرة رجال في المكر والكيد .
مادل على التفاخر والتعالي :-
بعضهن تحمل نرجسية ولكن نرجسية نسب وجاه وثراء , وكثيراً منهم
تفتقد للجمال فتعوض هذا النقص بما تجده مفخرة لها ويغطي جمالها
كنسبها وجاهها وثراء عائلتها , وتفيد التجارب أن الغرور صفة مشتركة
بين أصحاب هذه المعرفات .
مادل على الجمال والحسن :-
هنا النفس المعجبة تجدها تعتد بجمالها في كل شاردة وواردة ولو في موضوع خارج عن الموضوع , لذا حتى اسمها المستعار لا يسلم من هذا الفرض النفسي , فيحمل اسمها بعض صفاتها من حسنها , الصراحة من الملاحظ على أصحاب هذه المعرفات , إذ أن النفس تعودت إظهار شخصيتها في كل شئ , فمن الطبيعي أن تكون الصراحة طبيعة فيها .
هذا وهناك من جمالها المذكورفي اسمها المستعار ماهو كذب وافتراء وزعم , لأغراض كثيرة ككسب تغاضي المشرفين وتساهلهم بل , والترقيات والصلاحيات .
اسماء للجنسين الاسماء الدبلوماسية :-
اسماء لا تتعرف كيف تتعاطى معها وهي كثيرا كمن يكتب اسمه الاول فقط , لايدل هذا على الصراحة فقد لا يكون اسمه الحقيقي ايضاً التسمي ب شخص انسان رجل امراءة انسانه .
التسمي باسم شخصية أو ربط الاسم به :-
الكثير منهم بلا شخصية ولا حتى هدف وماهذه الشخصية إلا أقرب شخصية أعجب فيها فربط اسمه بها كعاشق ..... , وما أن يجد شخصية جديدة يعجب بها حتى يتسمى بها , الحقيقة إن إعجابنا بشخصية معينة لا يحملنا على التسمي به إذ لو كنا نعشق من تسمينا به لأحببناه دون ذكره على الملأء من باب التباهي .
بصراحة التحليل النفسي لو أسهبنا فيه ماانتهينا منه وكل ما ورد مجرد
تأويلات تحتمل الخطأ والصواب ,ماأريده منكم التركيز في نقطة
(( الانترنت والخيال مقارنة ومقاربة )).